بدأت رسميًا الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في رواندا لعام 2024 في 22 يونيو وستستمر حتى 13 يوليو، وصولًا إلى الانتخابات المقرر إجراؤها في 15 يوليو. تعتبر هذه الانتخابات مهمة لأنها تمثل فصلًا جديدًا في المشهد السياسي لرواندا تحت قيادة الرئيس الحالي بول كاجامي.
المرشحون للرئاسة:
-
بول كاجامي: الرئيس الحالي وزعيم الجبهة الوطنية الرواندية (RPF)، يتولى كاجامي السلطة منذ عام 2000 ويسعى للحصول على فترة رئاسية رابعة. تحت قيادته، شهدت رواندا نموًا اقتصاديًا كبيرًا وتطورًا ملحوظًا، ولكن فترته الرئاسية لم تخلُ من اتهامات بقمع المعارضة السياسية والنقد.
-
فرانك هابينيزا: يمثل حزب الخضر الديمقراطي الرواندي، وهو أحد القادة المعارضين القلائل في البلاد. رغم حصوله على أقل من 2٪ من الأصوات في الانتخابات الرئاسية السابقة، يظل هابينيزا ناقدًا صريحًا لحكومة كاجامي وسياساته.
-
فيليب مباييمانا: مرشح مستقل يضفي ديناميكية فريدة على السباق الانتخابي. ستكون منصته واستراتيجيات حملته الانتخابية أساسية لفهم المشاعر السياسية الأوسع في رواندا.
البيئة السياسية في رواندا:
تتميز البيئة السياسية في رواندا بسيطرة محكمة، حيث تحتفظ الجبهة الوطنية الرواندية بقبضة قوية على السلطة. تعززت هيمنة الجبهة من خلال تحالفات مع الحزب الليبرالي (PL) والحزب الديمقراطي الاجتماعي (PSD) وأربعة أحزاب صغيرة أخرى، مما يشكل ائتلافًا واسعًا يدعم قيادة كاجامي. يجعل هذا التحالف من الصعب على مرشحي المعارضة تحقيق تقدم كبير.
سجل كاجامي السياسي:
تولى كاجامي قيادة رواندا منذ عام 2000، بعد دوره كقائد للجبهة الوطنية الرواندية خلال فترة ما بعد الإبادة الجماعية عام 1994. تحت قيادته، شهدت رواندا نموًا اقتصاديًا كبيرًا وتطورًا في البنية التحتية. ومع ذلك، لم تخلُ فترته الرئاسية من الجدل، حيث وُجهت له اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان وممارسة أساليب حكم استبدادية.
في الانتخابات السابقة عام 2003 و2010 و2017، حقق كاجامي انتصارات بأكثر من 90٪ من الأصوات، مما يعكس إما شعبية واسعة أو تأثير نظام سياسي محكم، حسب وجهة النظر.
أجندة كاجامي التنموية:
خلال تجمع انتخابي حيوي في مقاطعة نغوروريرو في 24 يونيو، كشف كاجامي عن أجندة تنموية طموحة تغطي عدة قطاعات:
-
مشاريع البنية التحتية التحويلية: تخطط الجبهة الوطنية الرواندية لبناء وترميم 1,091 كيلومترًا من الطرق الرئيسية و1,626 كيلومترًا من الطرق الفرعية. بالإضافة إلى ذلك، يهدفون إلى بناء ثلاثة موانئ على بحيرة كيفو في مناطق روسيزي وكارونجي وروتسيرو لتعزيز الاتصال وتحفيز التجارة والنمو الاقتصادي.
-
تعزيز الإنتاجية الزراعية والصناعية: أكد كاجامي على أهمية زيادة الإنتاجية في الزراعة والتصنيع. تتضمن أجندة الجبهة الوطنية الرواندية رفع إنتاجية الزراعة والثروة الحيوانية بنسبة 8٪ سنويًا وإنتاجية التصنيع بنسبة 13٪ سنويًا، بهدف خلق 250,000 وظيفة جديدة كل عام.
-
تقدم التكنولوجيا والابتكار: يعتبر تبني التكنولوجيا الحديثة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، أساسيًا لاستراتيجية تنمية رواندا. من خلال تعزيز الابتكار، تهدف رواندا إلى أن تكون رائدة إقليمية في الاقتصاد الرقمي.
-
جعل رواندا وجهة استثمارية: سلط كاجامي الضوء على الجهود لجذب الاستثمار وزيادة إيرادات السياحة إلى 1.1 مليار دولار بحلول عام 2029 وإيرادات المعادن إلى 1.8 مليار دولار بحلول نفس العام، مما يعكس التزام رواندا بتنويع اقتصادها.
-
التأكيد على الاعتماد على الذات في التنمية: أكد كاجامي على أهمية الاعتماد على الذات في رحلة التنمية في رواندا، داعيًا الروانديين إلى تحسين سبل عيشهم بالموارد المتاحة مع الاستفادة من الدعم الخارجي عند الضرورة.
تفاعل الجمهور:
أشاد السكان بقيادة كاجامي، مؤكدين على دوره في القضاء على التهديدات التي تشكلها الميليشيات الإبادية والمتطرفين. يعكس هذا التأييد العلني الثقة الكبيرة التي يضعها العديد من الروانديين في رؤية كاجامي للبلاد. رسالته التي تدعو للوحدة والتقدم، مستندة إلى تاريخ رواندا، لاقت صدى عميقًا بين الحاضرين، خاصة الجيل الشاب. كان التزامه بمنع تكرار تاريخ رواندا المأساوي وتعزيز دولة مستقرة وموحدة محور حملته الانتخابية.
ختام:
مع اقتراب رواندا من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 15 يوليو، تقدم أجندة كاجامي التنموية الطموحة خريطة طريق واضحة للمستقبل. تبرز أجندته مشاريع البنية التحتية التحويلية، وتعزيز الإنتاجية، وتقدم التكنولوجيا، وجعل رواندا لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي، متفوقة على ما وعد به المرشحون الآخرون حتى الآن. تعتبر انتخابات 2024 اختبارًا ليس فقط للعملية الديمقراطية في رواندا، بل أيضًا لتعكس التحديات الأوسع التي تواجهها العديد من الدول الإفريقية في موازنة التنمية مع الحريات الديمقراطية. ستتم مراقبة نتائج هذه الانتخابات عن كثب من قبل المراقبين المحليين والدوليين، مما يشير إلى الاتجاه السياسي للبلاد وإمكانية التغيير داخل هياكل الحكم فيها.